×

Our award-winning reporting has moved

Context provides news and analysis on three of the world’s most critical issues:

climate change, the impact of technology on society, and inclusive economies.

تحقيق- تقدم طفيف في حقوق المرأة السعودية

by انجس مكدووال | Thomson Reuters Foundation
Tuesday, 12 November 2013 00:01 GMT

REUTERS/Susan Baaghil

Image Caption and Rights Information

(الرياض 12 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز

مثل معظم الفتيات السعوديات حرمت رها المحرق من ممارسة الرياضة في سنوات المدرسة بأمر رجال الدين.

    لكنها أصبحت في مايو ايار أول سعودية تتسلق جبل ايفرست أعلى قمة في العالم مما أهال عليها مديح وسائل الاعلام المحلية وأعطى انطباعا بأن الآفاق تتسع شيئا فشيئا أمام المرأة السعودية.

    وقالت رها المحرق (27 عاما) وهي مصممة جرافيك تعيش الان في دبي "لا يمكن وقف التغيير. الجيل الأصغر يعرف تماما ما يحدث. نعرف كل شيء."

    لكن تظل هناك حقيقة واقعة وهي انها حين تكون في بلدها لا يسمح لها بأن تقود سيارة او تقوم بمهام أساسية مثل فتح حساب مصرفي باسمها او السفر الى الخارج لتتسلق قمة أخرى الا بإذن والدها.

    وأظهر مسح أجرته مؤسسة تومسون رويترز ونشرت نتائجه اليوم الثلاثاء ان السعودية ثالث أسوأ مكان يمكن أن تعيش فيه المرأة من بين 22 دولة عربية ولم يتجاوزها في ذلك سوى مصر والعراق.

    وشمل الاستطلاع 336 خبيرا في حقوق المرأة واستند الى عوامل عديدة وأجري خلال شهري اغسطس اب وسبتمبر ايلول. وكان أداء السعودية ضعيفا فيما يتعلق بمشاركة المرأة في السياسة وما تواجهه من تمييز في مكان العمل وحرية الحركة وحقوق الملكية.

    لكن السعودية حققت نتائج أفضل من دول عربية كثيرة أخرى حين تعلق الامر بالتعليم والرعاية الصحية والحقوق الإنجابية والعنف ضد المرأة.

    ويتحرك العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز -وله القول الفصل في كل القضايا السعودية تقريبا- بحرص شديد حتى لا يغضب رجال الدين المحافظين مما يثير حفيظة من يريدون اصلاحات بوتيرة أسرع.

    لكن من الواضح من مجمل الصورة ان المملكة تشهد تغيرا تدريجيا لكنه أساسي في المواقف.

    - المذهب الوهابي

    تستند الأحكام السعودية في الأساس إلى الشريعة الاسلامية والقضاة رجال دين يتبعون المذهب الوهابي وتكون لهم سلطة كبيرة في تحديد الأحكام الشرعية وتفسيرها.

    وعارض مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -وهو ليس من أكثر رجال الدين تشددا- عمل المرأة وقيادتها السيارة وقال  ان اشراكها في السياسة يفتح أبواب جهنم.  

    وحاد الملك عبد الله الذي يكمل عامه التسعين هذا العام عن خط رجال الدين عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية مثلما حدث أواخر عام 2011 حين أعطى المرأة حق التصويت والترشح في انتخابات مجالس البلدية بدءا من عام 2015.

    وفي يناير كانون الثاني زاد الملك من إشراك النساء في الحياة السياسية وعين 30 امرأة في مجلس الشورى. وتمثل المرأة الان 20 في المئة من اعضاء المجلس الذي كانت عضويته قاصرة في السابق على الرجال.

    كما خفف العاهل السعودي القيود على توظيف النساء خلال العامين الماضيين وسمح لهن بالعمل بدلا من الرجال في متاجر الملابس الداخلية ومساحيق التجميل وفي الأقسام المخصصة للنساء في المطاعم.

    وتكشف أيضا الأحاديث الدائرة على وسائل التواصل الاجتماعي عن التغير الجاري في المجتمع.

    تقول حنان الاحمدي العضو بمجلس الشورى "السعودية شهدت تغيرات كثيرة جدا خلال الاعوام القليلة الماضية. من عام الى آخر نرى تغيرات كثيرة في الرأي العام."

    واستطردت "حين دخلنا مجلس الشورى كانت هناك معارضة شديدة. تجاهلنا تلك الاصوات وواصلنا العمل ثم هدأت الامور."

    ويعود مئات الالاف من السعوديين والسعوديات من الجيل الأصغر سنا إلى المملكة بعد دراستهم الجامعية بالخارج من خلال منح دراسية تمولها الدولة حاملين أفكارا مختلفة تماما عن مكانهم المناسب في هذا العالم.

    وتتقدم الان شابات سعوديات للعمل في وظائف كانت موصدة في الاغلب في وجه امهاتهن وان كانت نسبة البطالة بين النساء 36 في المئة مقابل ستة في المئة فقط بين الرجال.

    وفي اكتوبر تشرين الاول سمح العاهل السعودي للمرأة بالعمل في المحاماة لاول مرة وان يكون لها الحق في امتلاك وادارة مكتب للمحاماة.

    لكن النساء ما زلن يواجهن عقبات منها كيفية الذهاب والاياب من المحكمة وتجنب الاختلاط مع الرجال في مكان العمل. لكن دانية ابو العلا وهي مستشارة قانونية شابة كانت من أوائل المتخرجات من كلية الحقوق بجامعة الملك عبد العزيز لم تفقد تفاؤلها.

    قالت دانية ابو العلا التي درست ايضا في الولايات المتحدة لكنها فضلت العودة الى جدة بعد التغيرات التي شهدتها المملكة "المستقبل أوضح وسيشجع المزيد من النساء على دراسة القانون والمطالبة بحقوق أكثر بطريقة قانونية ومتعقلة."

    واستطردت "المرأة السعودية تعيش نقطة تحول في التاريخ السعودي. نحن نستعيد حقوقنا... هذا واجب أحمله الان خاصة وأنني مستشارة قانونية مهمتي المطالبة بحقوق الناس."

   

    - ولي الأمر

    يرى عدد كبير من الناشطين ان التقدم الفعلي فيما يتعلق بحقوق المرأة مازال رغم كل هذا بطيئا بشكل مؤلم.

    فعلى الرغم من سن قانون جديد على قدر كبير من الاهمية هذا العام بشأن العنف الاسري يقول ناشطون انه قانون بلا أنياب لان القاضي قد يرى ان الرجل يمارس حقه في ضرب زوجته أو ابنته او أخته اذا لم يوافق على سلوكها.

    ومسألة ولي الأمر التي تصاحب المرأة من المهد الى اللحد في كل شيء بدءا من الخروج من المنزل وانتهاء بالخروج من البلاد شيء متغلغل في المجتمع.

    ورغم ان النظرة التقليدية الشائعة هي ان هذا يوفر حماية للمرأة الا انه يحكم كل مناحي حياتها بما في ذلك حق الزواج او الحصول على علاج طبي.

    وقالت سمر بدوي وهي ناشطة مدافعة عن حقوق المرأة في جدة "كنت ضحية عنف والدي من سن 14 عاما الى ان أكملت الثلاثين. لو كنت لجأت الى الشرطة لقالوا (انه ولي أمرك). لقد زج بي في السجن سبعة اشهر لانني عصيته."

    وأخيرا تمكنت من الافلات حين تزوجت محاميها وهو قرار عارضه أيضا أبوها لكنها تمكنت من اتمامه بعد معركة طويلة في المحاكم.

    ولا يرى المحللون فرصة لتغيير نظام ولاية الأمر في المملكة قريبا لكن

المجال الذي ترى فيه بعض الناشطات بارقة أمل في التغيير في المستقبل القريب فهو الموقف من قيادة المرأة للسيارة.

     والسعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر قيادة النساء للسيارات. ولا يوجد قانون او نص في الشريعة يقصر القيادة على الرجال لكن المسؤولين يقولون عادة ان المجتمع غير مستعد بعد لان تقود المرأة السيارة.

    ومع سعي مزيد من النساء للعمل واعتماد مزيد من الاسر على دخلهن اكتسبت مسألة توفير وسائل نقل رخيصة أهمية.

    وتصدت السلطات في اكتوبر تشرين الاول الماضي لحملة مطالبة بانهاء الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات لكن كانت هناك دعوات علنية لتغيير هذه القواعد من خلال الصحف ومواقع الانترنت وشخصيات سعودية بارزة منها أعضاء في الاسرة الحاكمة.

    ويقول محللون ان هناك توافقا داخل الاسرة الحاكمة بشأن إجراء إصلاح اجتماعي تدريجي لكن لم يتضح ما اذا كان من سيتولى أمر المملكة بعد الملك عبد الله سيضغط بقوة في هذا الاتجاه مثلما يفعل هو الان.

    ومن بين المتفائلات الاميرة بسمة بنت ماجد رئيسة جميعة النهضة الخيرية التي تنشط في تدريب وتشغيل المحتاجات والمعاقات على الحفاظ على التراث وابتكار تصميمات للأزياء السعودية.

    قالت "أعتقد أننا وصلنا الى نقطة لا رجعة فيها للوراء."

        

   

(شاركت في التغطية مروة رشاد من الرياض وليزا آندرسون من نيويورك. إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)

    لتغطية شاملة عن الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة تومسون رويترز عن حقوق المرأة في العالم العربي باللغة الإنجليزية زوروا موقع (http://poll2013.trust.org)

وباللغة العربية زوروا موقع http://araa.trust.org

 

Our Standards: The Thomson Reuters Trust Principles.

-->